خيرنا متوارث… من الفكرة إلى الأثر
التصوير الإنساني في الحملات الخيرية لا يهدف فقط إلى توثيق المشهد، بل إلى إيصال الإحساس الحقيقي بالموقف. في هذه الحملة، ركزنا على أن تكون الصورة صادقة ومعبّرة دون تصنع، لتعكس دفء العلاقات في المجتمع القطري خلال شهر رمضان.
في هذا المقال أشارككم الرحلة الكاملة التي عشتها في توثيق حملة “خيرنا متوارث”، من مرحلة التحضير وحتى توظيف الصور في الحملة النهائية. الصور المعروضة ليست فقط لقطات، بل قصص حقيقية من أرض الواقع.
هذه الصفحة تحتوي على وصف تفصيلي لحملة خيرنا متوارث، وتشمل خلفيات المشروع، مراحل التصوير، التحديات، النتائج، والتأثير البصري والاجتماعي للحملة.
مقدمة
في الحملات الإنسانية، قد تختصر الصورة مئات الكلمات. لهذا السبب، نحرص على أن تكون كل لقطة مدروسة وتحمل رسالة واضحة يمكن أن تصل إلى المتلقي من النظرة الأولى.
حملة “خيرنا متوارث” استندت إلى عناصر تراثية قطرية تعكس القيم المجتمعية الأصيلة، مثل الكرم، والترابط الأسري، واحترام الكبار، وهي عناصر أردنا تجسيدها بصريًا.
في رمضان هذا العام، لم تكن حملة “خيرنا متوارث” مجرد صور جميلة أو تصاميم مبهرة، بل كانت سلسلة من اللحظات، والمشاهد، والقصص، والتخطيط، والتنفيذ. رحلة كاملة بدأها فريق الإبداع في قطر الخيرية من أول سكتش، مروراً بالتصوير الميداني، وانتهاءً بالتصاميم التي وصلت إلى الجمهور.
في هذه الصفحة، نأخذكم خلف الكواليس لتعيشوا التجربة كما كانت
السكيتشات
حيث بدأت الفكرة تتشكل على الورق، بريشة محمد اليزيدي، وتوجيه محمد حزام التبالي.
التحضيرات والتصوير
بعد أن توليت تنفيذ التصوير، تحوّلت تلك الرسومات إلى مشاهد حقيقية، مليئة بالتفاصيل الإنسانية. هذه مشاهد إضافية من الموقع تعكس البيئة التي احتضنت العمل، وتعزز من الإحساس بواقعية القصة.
البيئة التي احتضنت التصوير كانت غنية بعناصر تراثية أصيلة، مثل الأبواب الخشبية القديمة، ومطاحن القمح، والبئر التقليدية. كل هذه التفاصيل ساعدت في بناء عالم بصري يعكس الجذور القطرية العميقة المرتبطة بشهر رمضان.
الكواليس
لقطات من الميدان، توثق لحظات عملي أثناء التصوير، حيث أتنقّل بين المشاهد، أبحث عن الزاوية التي تنقل القصة كما شعرت بها.
في كثير من الأحيان، لا تكون جودة الصورة وحدها كافية لإيصال الرسالة. ما يصنع الفارق هو العلاقة بين المصور والمشهد. ولهذا السبب، أحرص دائمًا على التفاعل مع الأشخاص قبل تصويرهم، حتى يشعروا بالراحة، وتخرج الصورة ناطقة بصدقها.
أحد التحديات كان تحقيق التوازن بين الجمال البصري والواقعية الإنسانية. في هذا المشروع، استخدمت مزيجًا مدروسًا من الإضاءة الطبيعية والصناعية، مما أتاح لي التحكم الكامل في الجو العام لكل مشهد.
من جهة أخرى، ساعدتني معدات مثل Profoto B1X والسوفت بوكس 120 في تحقيق الإضاءة المطلوبة بدقة متناهية. دمج الإضاءة الصناعية مع ضوء الشمس الطبيعي كان مفتاحًا لخلق مشاهد واقعية دون أن تفقد قوتها البصرية.
النتائج النهائية
ليست فقط الصور، بل كيف تم توظيفها بصريًا في مختلف الوسائل التي تستخدمها قطر الخيرية، مثل شاشات الهواتف، أجهزة التبرع، والكيوسكات وغيرها.
وهنا نرى إعلان الحملة وقد ظهر في إحدى الصحف المحلية ولوحات الطرق في شوارع وصحف قطر.
في الختام
ليس الهدف من هذا العمل أن يبقى حبيس موسم رمضان فقط. بل على العكس، كنا حريصين على أن تمتد القيمة البصرية للحملة إلى ما بعد الشهر الفضيل، لتُستخدم في العروض الإعلامية والاجتماعات وحتى مع الشركاء.
آمل أن تكون هذه الرحلة البصرية قد نقلت لكم روح العمل الخيري من الداخل، وسلطت الضوء على أهمية الصورة في تشكيل أثر إنساني ملموس.
أخيرًا، يمكن القول إن هذه التجربة تمثل نموذجًا عملياً لكيفية توظيف الصورة كوسيط بصري يحمل رسالة وقيمة.
📷 يمكنكم الضغط على أي صورة أدناه لتصفحها بالمقاس الكامل
كما يمكنكم مشاهدة المزيد من الألبومات في قسم المشاريع.
ندعوكم لمشاركة هذا العمل مع من تعتقدون أنه قد يُلهمه، أو قد يبحث عن شراكة بصرية تُترجم القيم إلى أثر. لأن الخير فعل، والصورة رسالته.
#خيرنا_متوارث
📣 تم إطلاق حملة “خيرنا متوارث” من قبل قطر الخيرية في رمضان 1446 هـ – 2025 م، وقد لاقت تغطية واسعة في الإعلام المحلي.تغطيات إعلامية: